احتفى محرك البحث الشهير "جوجل" بالذكري الـ144 لميلاد عالمة الفيزياء والكيمياء البولندية ماري كوري، والتي حصلت على جائزة نوبل مرتين إحداهما في الكيمياء والأخرى بالفيزياء.
وتعد كوري من رواد فيزياء الإشعاع، وهي أول امرأة تتبوأ منصب الأستاذية في جامعة باريس، حيث اكتشفت مع زوجها بيير كوري عنصري البولونيوم والراديوم ليحصلا على جائزة نوبل في الفيزياء مشاركةً، كما حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1911 بمفردها، وهي تعد أول امرأة تحصل على جائزة نوبل، والمرأة الوحيدة التي حصلت على الجائزة في مجالين مختلفين.
ولدت ماري كوري باسم ماريا سكوودوفسكا في مدينة وارسو التابعة آنذاك لمنطقة فستولا، وهو الاسم الذي كان يطلق على بولندا تحت حكم الإمبراطورية الروسية، وعاشت فيها حتى بلغت سن الرابعة والعشرين.
من إنجازاتها وضع نظرية للـ"نشاط الإشعاعي" حيث نسب إليها هذا المصطلح، كما ابتكرت تقنيات لفصل النظائر المشعة، وتحت إشرافها أجريت أول دراسات لمعالجة الأورام باستخدام النظائر المشعة، كما أسست معهدي كوري في باريس وفي وراسو.
ورغم ولائها المعروف للدولة الفرنسية بعد حصولها على الجنسية هناك، إلا أنها لم تنس مطلقًا وطنها الأصلي بولندا، حيث ظهر ذلك في إطلاقها اسم بولونيوم على العنصر الكيميائي المشع الذي اكتشفته سنة 1898، وخلال الحرب العالمية الأولى أصبحت عضوًا في منظمة بولندا الحرة، كما أسست معهدًا مخصصا للعلاج بالراديوم في مدينة وارسو سنة 1932 ويسمى حاليًا معهد ماريا سكوودوفسكا كوري للأورام)، والذي ترأسته شقيقتها الطبيبة برونسوافا.
توفيت كوري في 4 يوليو 1934 في مصحة سانسيلموز في باسي بإقليم سافوا العليا شرق فرنسا؛ حيث كانت تعالج من أنيميا لانموية الناجمة عن تعرضها الزائد للعناصر المشعة في زمن لم تكن الآثار الضارة للإشعاع المؤين قد عرفت بعد، وبالتالي لم يكن العلماء الذين يتعاملون مع تلك العناصر على دراية باحتياطات السلامة اللازمة، فلطالما حملت مدام كوري أنابيب اختبار تحوي نظائر مشعة في جيبها، ولطالما وضعتها في درج مكتبها دون أن تدرك أخطارها الجسيمة.